عرض المقال
لماذا لم يعرف الغرب الحقيقة؟
2013-08-16 الجمعه
لماذا فشلنا فى نقل صورة الإرهاب الحقيقية التى تحدث على أرض مصر إلى الخارج؟! لماذا لا يتحدث الإعلام الغربى عن كم الجرائم الإخوانية الفاجرة التى وصلت إلى حد تدمير الوطن وخيانته والرغبة فى تحويله إلى جثة يمصمصون عظامها؟ لماذا لا تُعرض حرائق الكنائس والتمثيل بالجثث وحرقها ومدافن رابعة وأسلحة حماس وتخريب المنشآت وترويع المواطنين والموظفين والسكان؟! إنها كارثة سياسية وإعلامية لا بد أن نتداركها سريعاً، ولكى نعالج هذا الفشل لا بد من معرفة أسبابه وأعراضه، أولاً: الغرض والمصلحة، بالطبع هناك أغراض أمريكية واضحة من بقاء الإخوان على رأس السلطة أو على الأقل فى العملية السياسية وأهمها حماية أمن إسرائيل وتفكيك مصر، ولذلك فغضُّ النظر من العم سام عن جرائم عصابة الإخوان حلال وفض الاعتصام المسلح حرام، برغم أن هذا الحنان الأمريكى المتدفق لم يظهر فى جوانتنامو أو سجن أبوغريب أو تدمير العراق الذى ثبت بالدليل أنه لا يمتلك أسلحة دمار شامل، أو ملاحقة بن لادن وقتله وإلقاء جثته فى البحر بعد هدوء الأوضاع هناك وتحول بن لادن إلى مطارد شريد كلُّ همِّه حماية نفسه، ووقتها لم يقُل الأمريكان: عفا الله عما سلف. والمدهش أن الأمريكان من أجل عيون الإخوان غضُّوا الطرف وطنشوا وتعاموا عن حرق الكنائس!! ثانياً: نحن بالطبع مشاركون فى صناعة هذا الفشل الإعلامى الخارجى ولا نلوم الخارج فقط فنحن قد اهتممنا بقلاع الفضائيات التى تتحدث إلينا ونسينا فضائية تتحدث بلغتهم وبلهجتهم وتقتحم منطقهم وفكرهم، منذ عبدالناصر ونحن نهتم إذا ما اهتممنا بالإعلام الخارجى بمخاطبة العرب فقط ونسينا أمريكا وأوروبا اللتين افترست عقلهما الجزيرة الناطقة بالإنجليزية، ثالثاً: هيئة استعلامات مصر هيئة موظفين من الممكن أن تهزمها لجنة إخوان إلكترونية واحدة، لديهم صور سياحية عن الهرم والقلعة وكان الله يحب المحسنين، رابعاً: تطهير وزارة الخارجية من الأخونة لم يتم بالشكل الجذرى فأصبح لدينا طابور خامس داخل الوزارة التى مهمتها الأساسية نقل الصورة الحقيقية لمصر وتصديرها إلى الخارج، خامساً: أكبر خطأ وخطيئة كانت تسليم ملف العلاقات الخارجية إلى البرادعى، فثلاثة أرباع قشرته المخية تنتمى إلى حسابات الخارج وكيف يراه كموظف دولى وليس مسئولاً مصرياً، وبالطبع جاءت استقالته طعنة فى الظهر وقت المعركة وبنيران صديقة، سادساً: فشل المهاجرين المصريين فى الخارج سواء كانوا مسلمين أو أقباط مهجر فى تكوين لوبى ضاغط فى أى بلد هاجروا إليه حتى ولو كانوا بمئات الآلاف!! هل انقطع الحبل السرى لمعظمهم عن هذا الوطن؟ هل انشغلوا بالرزق وأكل العيش؟ هل سافروا بنفس المرض المصرى وهو انعدام الروح الجماعية وروح الفريق ولم يبرأوا منه بثلج الشمال وضبابه وجوِّه المعقَّم؟! أعترف بأن هناك جهوداً فردية متناثرة مبعثرة لا ترقى إلى إمكانية زحزحة نملة أمريكية عن رأيها ولا حتى ترقى لمستوى اللوبى الفلبينى فى مصر الذى ضغط علينا وأجبرنا على تغيير عنوان فيلم لأحمد آدم!!
لماذا لم تصل الحقيقة إلى مجتمعات الشفافية والانفتاح؟ الإجابة جزء منها يعود إلى عقلية الكاوبوى الأمريكية التى تشترى راحتها من وجع دماغ الإرهاب والتطرف بتصديره إلينا وتسمينه حتى يصبح دُبَّاً لا يمكن زحزحته، وجزء سببه خيبتنا التقيلة فى تسويق وعرض ما لدينا من معلومات.